أفاد علماء باكتشافهم لأسلحة جديدة محتملة في الحرب ضد فيروس عوز المناعة المكتسب (الإيدز) ، هذه الأسلحة هي عبارة عن أضداد في الجهاز المناعي الإنساني تقوم بمنع فيروس الإيدز من غزو الخلايا البشرية .
ووفقاً للباحثين ، فإن هذه الأضداد المكتشفة حديثاً ترتبط وتبطل أكثر من 90% من مجموعة سلالات فيروس الإيدز HIV-1 متضمنة جميع تحت الأنواع الجينية الرئيسية للفيروس .
ويقول الخبراء أن بإمكان تلك الفعالية الواسعة أن تقرب الأبحاث نحو تطوير لقاح مضاد لفيروس نقص المناعة البشرية ، على الرغم من أن هذا الهدف لا يزال بعيداً سنوات في أحسن الأحوال .
ويقول Dr. John Mascola ، وهو باحث في اللقاحات و مشارك في تأليف دراستين جديدتين نشرتا على الانترنت في 8 تموز في مجلة العلوم : "تظهر هذه النتائج أن بإمكان الجهاز المناعي إنتاج أضداد قوية جداً ضد فيروس الإيدز HIV" .
ويقول : "إننا نحاول فهم لماذا توجد هذه الأضداد لدى بعض المرضى دون المرضى الآخرين ، وهذا سيساعدنا في عملية صنع اللقاح" .
ويشرح Ralph Pantophlet، اختصاصي علم المناعة وأستاذ مساعد في جامعة سيمون فريزر في بورنبي ، كولومبيا البريطانية ، كندا: "الأضداد هم جنود في جهاز المناعة يعملون على وقاية الجسم من العدوى ، الأضداد المستعدلة Neutralizing Antibody ترتبط إلى الجراثيم وتحاول تعطيلها" .
ويقول Pantophlet : "تشرع الأجسام المضادة في سباق مستمر مع فيروس الإيدز HIV لضبط هذا الفيروس ، لكن الفيروس يتطور ليهرب من عملية اكتشافه ، وإن سبب عدم عمل الأضداد بشكل جيد هو أنها تلعب دوما لعبة اللحاق بالفيروس والإمساك به" .
من ناحية أخرى ، تعرف أضداد بعض أفراد البشر بقدرتها على الانتساخ بشكل جيد تجاه HIV بشكل خاص ، وبالرغم من ذلك فإن اولئك المرضى النادرون لا يتمكنون من التخلص من الفيروس بشكل تام .
يقوم فيروس HIV باستخدام إحدى المناطق الموجودة على سطحه للارتباط بخلايا الجهاز المناعي ومن ثم غزوها ، هذه المناطق تدعى (مواقع ربط CD4) . تقوم هذه الأضداد بمنع HIV من غزو الخلايا عن طريق ارتباطها بمواقع ربط CD4 ، مانعة بذلك الفيروس من التعلق بخلايا الجهاز المناعي .
أفاد الباحثون في الدراسة الجديدة بوجود ثلاثة أنواع من الأضداد التي تبدي قوى كبيرة في مواجهة HIV ، لكن من ناحية أخرى فإن صنع كميات كبيرة كافية من الأضداد لمساندة الجهاز المناعي يبقى تحدياً . وفي الوقت الذي لم يستسلم فيه الباحثون حول إمكانية تحقيق ذلك ، فإن فإن البعض يعتقد أنه منالأكثر ملاءمة استخدام النتائج الجديدة كسبيل آخر للتوصل إلى لقاح لفيروس HIV .
لكن Mascolaيقول : "هذا لن يحدث بقليل من الوقت ، فتطوير لقاح ما يأخذ عادة فترة طويلة نسبياً من البحث مع بعض التجربة والخطأ" .
ويقول Mascola : "الهدف هو تلقيح الأفراد وجعل جهازهم المناعي يصنع مثل تلك الأضداد . وللقيام بذلك ، علينا أن نصمم لقاحاً جديداً وندرسه أولاً على الحيوانات ، ثم نقوم بتجربته على الإنسان في دراسات صغيرة النطاق ، ونرى بذلك فيما إذا كان اللقاح ينجز ما هو متوقع منه .. ويتطلب ذلك قدراً كبيراً من الوقت والجهد" .
لمعرفة المزيد حول الجهاز المناعي الإنساني .. تفضل بزيارة الرابط :
The U.S. National Library of Medicine
تمت الترجمة من قبل إيهاب آلاتي ، حقوق الترجمة محفوظة لشبكة دكتوركوم ®