شهدت الأمسية الثانية (سوق عكاظ ورحلته في كتب التاريخ والتراث) التي نظمتها اللجنة الثقافية بسوق عكاظ بخيمة النابغة الذبياني جدلا واسعا حول ما قدمه المشاركون في الندوة وهم الدكتور غيثان جريس ومحمد صالح بلعفير والدكتور خلف الطراونة حيث قال: الدكتور يوسف الثقفي كنت أتمنى أن اسمع جديدا في الامسية وأن تكون مباشرة بين المحاضر والحضور، وأن نبتعد عن الإلقاء من الورقة، بينما قال الإعلامي عطالله الجعيد ان د. غيثان يشكك في موقع عكاظ. وفي المداخلات قال الدكتور جريدي المنصوري في مداخلته ان اسم ( قيس بن ساعدة ) الذي ورد في الندوة غير صحيح وان اسمه (قس)، واضاف المنصوري بأن محاضرة الليلة لم تضف لنا إلا شيئا يسيرا من المعلومات فما قيل قد وعيناه من قبل، وكنت اتمنى من المشاركين ان يتوغلوا اكثر في الغوص في عكاظ التاريخ اكثر وهم اهل لذلك وقادرين عليه، أما مناحي القثامي فقال: خمسون عاما وانا محامي عكاظ، واذا كان حرف الدال سيسرق مهمة الباحثين، فلن يستطيع ذلك ،في اشارة الى انه يمتلك معلومات اكثر مما طرح في الامسية وقال: ما كتبه حمد الجاسر لن يكتب أكاديمي تسبق اسمه حروف عدة .
هذه المداخلات جاءت بعد ان قدم د.جريس دراسة تاريخ استشهد فيها ببعض المورخين والجغرافيين عن موقع عكاظ وقال: الأصمعي يرى أنه عكاظ في واد بينه وبين الطائف ليلة ويبعد عن مكة ثلاث ليال، وابن هشام يسير قال انه وسط أرض قيس عيلان، ثم قدم بن جريس لمحة وقراءة عن عكاظ عند الهمداني ‘ حيث يرى ان سراة الطائف غورها مكة ونجدها ديار هوازن من عكاظ و الفتق، مستشهدا ببعض دراسات المؤرخين المعاصرين، مثل عبدالله بن خميس الذي زار السوق ولم يخرج عما ذ هب إليه بن بليهد والجاسر إلا انه اختصر في رسم المسافة الجغرافية عما حدده .
اما الدكتور محمد صالح بلعفير الذي اتفق مع ابن د.جريس في أن سوق عكاظ سوق عامي لتوفر العوامل الطبيعية مثل الموقع الجغرافي الملائم الذي يتوسط عدد من المدن والحواضر والأودية ووقوعه أيضا على طريق مكة والطائف ونخلة وذا المجاز ومجنة وهي اسواق أخرى فقال مضيفا: ان عكاظ جامع لتجارة العرب، وكل هذه المقومات جعلته سوقا حرة اما العوامل غير الطبيعية فتتمثل في التشكل السياسي والإقتصادي ومن بعده تأتي الأهمية الثقافية والإجتماعية مكملة لتلك المقومات السياسية والإقتصادية،ورأى بلعفير ان هناك ورقة تفاهم بين قبيلة قريش واشراف قبيلة تميم خاصة مع بني دارم الذين يقام سوق عكاظ على أرضهم، من أجل استثمار هذا الموقع اقتصاديا ليكون سوقا حرا، وكان هناك دعايات لأشراف العرب وتجارهم من أجل الحضور إلى السوق، وفق ضمانات منها الأمان والأمن من خلال اتخاذ التدابير الأمنية التي توفر الحماية لمن يقصد السوق ، واضاف: أن سوق عكاظ لاجمرك فيه وتلك ميزة لسوق حيث إن هناك إعفاء جمركيا وهو تفرد انفردت به عكاظ عن غيرها من الأسواق الموسمية للعرب وهذه المقومات التي حظي بها السوق جعله فيما بعد موسما ثقافيا فيه الشعر ومنه انطلق الفخر والمديح ولم تكن اقل من البيع والشراء في سوق عكاظ، وعن المكانة الثقافية تحدث بلعفير عن سوق عكاظ قائلا: كان عارض للجميل من القول في الشعر والخطب وربما قيس بن ساعدة كان السيد في إلقاء الخطب، وكانت ايضا الحياة الإجتماعية بارزة معالمها من خلال فك الأسير وفدائه ومن كان له ثأر على احد ولم يعرف مكانة طلبه في الموسم ومن أراد ان يبرز فكرة وعملة كان السوق مكانه.
اما الدكتور خلف الطراونة فتحدث من زاوية أخرى وهي زاوية التسمية وماذا يعني اسم عكاظ، حيث قال الطراونة: عكاظ من مادة( عكاظ) والتعاكظ هو التجادل والتحاج، وكلمة سوق تعني بسوق الناس بضائعهم إلى مكانا يجدون لها فيه رواجا وبيعا وشراء، ورأى الطراونة بأن سوق عكاظ مؤتمر عالمي كانت تقام فيه مناشط متنوعة تشارك فيه وفود عربية وأجنبية مختلفة بالإضافة إلى عرب الجزيرة ، ويستمر هذا المؤتمر ( 20 ) يوما غالبا في شهر ذي القعدة قبل الحج تعرض فيه حوليات الشعراء على الناقدين في احتفال كبير ، فهو مجمع أدبي لغوي رسمي.
وتطرق الى اسواق العرب بشكل عام وما كانت تشكله من رافد اقتصادي وموقع تقام فيه المزاية والبيع والشراء ويتم فيه التدوال بالعملات أو النقود التي وردت عن طريق القوافل القادمة من سوريا والعراق واليمن، مثل الدنانير، والفلوس العراقية والدراهم من اليمن إلى النقود التي كانت والتي تتداول في اسواق العرب.
الأربعاء يونيو 30, 2010 1:57 pm